الاكتئاب مرض منتشر
بكثرة وليس مرضا نادرا كما يعتقد البعض. ويصيب هذا المرض الذكور والإناث من كافة
الأعمار سواء في مرحلة الطفولة أو الكهولة. لا يعني إصابة الإنسان بهذا المرض عيب
فيه فالكثير من المشاهير وحتى
بعض قادة الدول مثل ونستن تشرشل أصيبوا به.
ينبغي أن لا يستمر المرء في إنكار اكتئابه بدعوى أنه يتحمله خاصة إذا بلغت الأمور به أن يتخذ قرارات مصيرية في فترة الاكتئاب.
ينبغي أن لا يستمر المرء في إنكار اكتئابه بدعوى أنه يتحمله خاصة إذا بلغت الأمور به أن يتخذ قرارات مصيرية في فترة الاكتئاب.
1) الاكتئاب مرض مزمن بطبيعته وعلاجه قد يأخذ وقتا طويلا. وهو على درجة كبيرة من التعقيد من حيث الأسباب بين عضوية ونفسية واجتماعية وتداخل هذه الأسباب فيما بينها.
2) للاكتئاب أنواع كثيرة فمنه ما يصيب الإنسان لمرة واحدة ومنه المتكرر ومنه ما يأتي كردة فعل لحدث ما في حياة الإنسان وغالبا ما يكون مؤقتا ويزول تدريجيا بزوال السبب أو التأقلم معه.
3) ليس كل حالات الاكتئاب ميئوس من علاجها بل العكس تماما فهو يستجيب بقوة للعلاج الدوائي والنفسي أثناء النوبة الاكتئابية ولذلك من الأفضل طلب العلاج مبكرا خاصة لمن أصيبوا بنوبات سابقة فالبدء بالعلاج مبكرا يخفف من معاناة الإنسان ويحد من النتائج السيئة ويخفف المضاعفات كالغياب عن العمل أو إهمال شئون الحياة والأسرة.
4) لا يعتبر العلاج الدوائي ضروريا لكل حالات الاكتئاب بل من الممكن علاج الكثير منها بالعلاج النفسي المناسب وعلى يد المختصين في العلاج النفسي وقد يتحقق العلاج بمجرد المساندة الاجتماعية والأسرية فقط.
5) ليس من الضروري علاج حالات الاكتئاب بواسطة الطبيب النفسي بل بإمكان أطباء من تخصصات أخرى علاج أغلب الحالات البسيطة مثل طبيب الأمراض الباطنة وطبيب المخ والأعصاب وطبيب الأسرة والمجتمع.
6) عندما يقرر الطبيب أن يعطيك دواء للاكتئاب, احرص أن تعرف نوع الدواء وطريقة عمله والأعراض الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها.
7) لا تقطع الدواء من تلقاء نفسك لمجرد ظهور أعراض جانبية أو تأخر ظهور المفعول المطلوب. معظم الأعراض الجانبية لأدوية الاكتئاب مؤقتة ويمكن التعامل معها أو التخفيف منها بتغيير وقت أو طريقة تناول الدواء.
8) قد يتأخر ظهور المفعول المطلوب للدواء مدة تتراوح بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع ولذا لا ينبغي الاستعجال في النتائج. لا يعني ذلك أن تأثير الدواء معدوم نهائيا خلال هذه الفترة بل أنه بالفعل قد بدأ تأثيره لكن بشكل خفي في الدماغ على مستوى النواقل العصبية وقد تبدأ بعض الآثار المطلوبة بالظهور مبكرا مثل اعتدال النوم وشهية الأكل وآخر ما يتحسن من أعراض الاكتئاب هو الشعور الداخلي بالحزن.
9) الاكتئاب قد يكون مقاوما للعلاج أحيانا ويستلزم أخذ أكثر من نوع واحد من الأدوية ولذلك لا بد من إتباع إرشادات الطبيب بدقة في هذا الأمر.
10) لا تتخذ قرارات أثناء نوبة الاكتئاب مثل الطلاق أو التوقف عن العمل أو بيع شيء ثمين فمعظم هذه الأفكار قد تكون نتيجة اختلال الإدراك للأمور بسبب الاكتئاب وقد تأتي بنتائج وخيمة خاصة بعد الشفاء من المرض.
11) لا تتردد أو تخجل من طلب الدعم والمساندة من الآخرين خاصة من تثق بهم وتحبهم. الكلام مع الآخرين عن المشاكل التي تحيط بك قد يقدم لك حلولا لم تخطر ببالك أو لم تستطع التفكير فيها بسبب تأثير الاكتئاب على عملية التفكير لديك.
12) لا تحاول أن تخفي حالتك عن القريبين منك جدا وبالذات من يشاركونك في المسكن كالأهل والزوج أو الزوجة. إخفاء الحالة والأدوية وتناولها بشكل متخفي يضيف عبئا وضغطا نفسيا جديدا.
13) لا تخجل من البكاء (بغض النظر عن عمرك أو جنسك) ولكن ليس في أي وقت أو مكان بل مع من تحس أنهم يريدون أن يساعدوك ويحرصون على مشاعرك. البكاء ليس ضعفا فيك.
14) أكتب مشاعرك من وقت لآخر: الحزن, القهر, الظلم وكل المشاعر السلبية التي تراودك من فترة لأخرى. أفرغ ذلك على الورق بإسهاب ودون ترتيب ودون شطب لأخطاء إملائية. اقرأ الورقة ثم مزقها وارمها. كرر ذلك كلما شعرت برغبة في تفريغ مشاعرك ولم تجد من تخاطبه أو تتحدث معه أو حاول أن تنتظم عليها كيفما يناسبك.
15) ستنتابك رغبة في العزلة وهذا جزء من المريض. الاستسلام لهذه الرغبة تعني المزيد من الاكتئاب كونها ستكون فرصة لاجترار الأفكار الاكتئابية السلبية ولتذكر الأحداث السيئة في الحياة. الاكتئاب يعني العزلة والعزلة تعني المزيد من الاكتئاب وهكذا دوليك ويدخل المريض في ما يشبه الحلقة المفرغة. كسر هذه الحلقة بزيادة النشاط (وبالذات الاجتماعي) يخفف من حدة الاكتئاب. في البداية يصعب هذا الأمر على المريض ولكن الاستمرارية في المحاولة تعطي نتائج طيبة.
16) هناك أمور لا يمكن التهاون بها في حالات الاكتئاب وأهمها هو الشعور برغبة في الانتحار. الشعور بالرغبة في الموت يأتي كحل (غير صحيح) لمشكلة الاكتئاب والحزن الشديد وغالبا ما تكون هذه الرغبة على أشدها في الصباح الباكر حيث يكون المريض متشائما جدا بالنسبة ليومه الجديد ولمستقبله ككل. ينصح المريض أو من يهتمون به بطلب المساعدة من الطبيب دون تأخير فقد يتطلب الأمر التنويم في المستشفى للحفاظ على حياة المريض من هذه الأفكار الانتحارية.
17) من الأفضل أن يتم علاج معظم حالات الاكتئاب في العيادات الخارجية ولكن عندما ينصح الطبيب بالتنويم لا ترفض أمر الطبيب لأسباب اجتماعية أو بداعي أن الحالة لا تستحق ذلك. الحفاظ على حياتك وسلامتك أهم.
18) أخيرا, مدة العلاج خاضعة لتقدير الطبيب ولكن مبدئيا لا تقل عن ستة أشهر. كما يمكن أن تستمر فترات أطول حسب مدة النوبة أو التاريخ السابق لكل مريض.