توجد سمات الشخصيات المضطربة لدى 1-3 % من البشر، أما سماتها دون حد الاضطراب فهي موجودة عند الكثير بدرجات مختلفة، و حسب التعريف الطبي النفسي فإن أنواع الشخصيات غير السوية عديدة منها ما يلي:

أولاً : الشخصية الاعتمادية
يتصف الفرد بصعوبة انجازه لقراراته و أعماله اليومية دون الرجوع المتكرر الممل للآخرين و استشارتهم، كما أنه لا يعارض الآخرين لخوفه من انه قد يفقد عونهم و مساعدتهم، و لذا فانه قد يقوم ببعض الأعمال أو السفر لمسافات طويلة كي يحصل على دعم الآخرين. ومن الصعب على مثل هذا الفرد البدء في مشروع بسبب نقص الثقة لا نقص الطاقة. كما انه لا يرتاح للوحدة، ولذا فإنه يسرع في بناء علاقة حميمية أخرى (كمصدر للعناية به) عندما تنتهي علاقته الحميمية الحالية، أو ربما قبل ذلك تحسباً لفقدان العلاقة الحالية. و عند هذا الفرد خوف مستمر مقلق من أن يترك ليتخذ القرار بنفسه.

ثانياً : الشخصية الاكتئابية
ترفض أي عمل أو نشاط بسبب كآبتها، و تنظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة. إنها أعراض الاكتئاب حينما تتمثل في شخصية فرد طول حياته.

ثالثاً : الشخصية التجنبية
يتجنب الفرد الذي يتصف بها تلك المهام الوظيفية التي تتطلب تواصلاً مع الآخرين، ولذا تجده لا يختلط مع الآخرين إن لم يتأكد بأنه سيكون محط قبولهم. هناك خوف مستمر من النقد في المحافل و اللقاءات الاجتماعية، و شعور بعدم الكفاءة، ولذا تجده يميل إلى السكوت عند الآخرين. انه الشعور العام بالنقص.

رابعاً : الشخصية الحدية
نفسه ذات بعد واحدة، ففيه التطرف السديد في التفكير و المفاهيم، حيث المثالية الشديدة ثم الخروج من القيم ثم العودة ثانية إلى المثاليات. هو متطرف في علاقاته، و كذلك التقلب خلال ساعات أو أيام بين الحب المفرط و البغض المفرط لذات الآخر. عنده اضطراب في تصور الذات، كما انه فجائي في تصرفاته، و يتسم بعدم الاستقرار في المشاعر و الانفعالات التي تسبق عادة أفكاره. يشعر بفراغ الذات، وعدم وضوح الهدف، و عنده ضعف في القدرة على ضبط نوبات الغضب.

خامساً : الشخصية السادية
هي تلك الشخصية التي تستمتع بإيقاع الأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما على الغير، و يكون ذلك محط متعها. لذا تجد تلك الشخصية تبحث عن الوظائف التي تجعل آذاها للآخرين عملاً مشروعاً. ولعل ذلك يفسر ما حدث في ايرلندا من نقص عدد المراجعين للعيادات النفسية من ذوي الشخصيات السادية و السيكوياتية عندما نشأت المجموعة المتطرفة التي أشبعت حاجاتهم النفسية في أذية الآخرين.

سادساً : الشخصية السيكوباتية (الإجرامية) (المضادة للمجتمع)
تتصف بعدم القدرة على التوافق مع الضوابط و أنظمة المجتمع، و عدم التخطيط المستقبلي، و الفجائية في التصرفات. كما أنها شخصية عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة، و تتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة، و عدم الندم على الأخطاء.
و من هذه الشخصية يكون المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكياً قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أي صفة مثالية في ذك المجتمع من اجل بلوغ أهدافه الشريرة.


سابعاً : الشخصية الوسواسية
تتصف هذه الشخصية بالانشغال المفرط بدقائق الأمور، و عدم القدرة على التعامل مع روح النظام، وعدم المرونة تقيداً بحرفية الأنظمة لا بمعانيها.
و هذه الشخصية تبالغ في المثالية، و الإسراف في العمل بلا استرخاء و عدم القدرة على الاعتماد على الآخرين في انجاز العمل، و انعدام المرونة، و العناد في ذاته. كما أنها تتسم عادة بالبخل، و الضمير الحي جداً لدرجة المرض، و يبالغ في حفظ الأشياء غير المهمة.


ثامنا : الشخصية الشكاكة (المرتابة)
تتسم هذه الشخصية بالشك دون وجود ما يدعم ذلك الشك سوى الظنون التي لا تعتمد على حقيقة. هذا الفرد يكون مشغول البال باحتمال عدم استمرار ولاء رفاقه و ذويه له، وما مستوى الثقة التي يجب أن يعطيها لهم، ويرى أن الآخرين لا يرون حقيقة ما يحاك له. كما انه يتجنب العلاقة الحميمية لاعتقاده إنما يقوله لغيره قد يستخدمه ضده إضافة إلى انه لا ينسى أخطاء الآخرين، و لا يغفر لهم، و يسعى في قراءة المعاني الخفية للحوادث بدرجة تثير التوتر فيمن يتعامل معهم من الناس، و يربط الأحداث ببعضها بشك شديد، فهو دائم البحث عن ما يريح شكوكه.

تاسعاً : الشخصية الفصيمية
تتسم هذه الشخصية بالانطوائية، و العزلة،و الانفصال عن الواقع و عدم الرغبة في العلاقات الحميمة، و الميل إلى الأنشطة و الهوايات الفردية و لا تتأثر هذه الشخصية عادة بنقد الآخرين، كما تتصف ببرودة المشاعر و الانفعالات .

عاشراً : الشخصية شبه الفصامية
تتسم بغرابة الأطوار، و اضطراب إدراك الواقع، و عدم سلوك الفرد نمطاً محدداً في حياته. انه الإنسان الذي لا يتنبأ بما قد يفعل، أو كيف يفكر في أي مستجد. أفكاره خيالية بعيدة عن الواقع، كما أن سلوكياته تشذ عن مثل من يحيا مثل ظروفه. هذا الفرد في العادة واضح الاضطراب للآخرين إلا انه قد يتلبس فكره معينة و ينافح من اجلها مهما كانت غريبة. 

الحادي عشر : الشخصية المازوخية
هي تلك الشخصية التي تجد الراحة و تستمتع حينما يتعدى عليها الغير بالأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما، لذا تسعى أن تكون في مواطن أذى الآخرين لها.

الثاني عشر : الشخصية النرجسية
شعور غير عادي بالعظمة و حب وأهمية الذات، و انه شخص نادر الوجود، أو انه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس ينتظر من الآخرين احتراماً من نوع خاص لشخصه و أفكاره، و هو استغلالي ابتزازي و صولي يستفيد من مزايا الآخرين و ظروفهم في تحقيق مصالحة الشخصية. و هو غيور متمركز حول ذاته، و يستميت من اجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته أو لنفع الناس و إنما لتحقيق أهدافه الشخصية.

الثالث عشر : الشخصية الهستيرية
تكثر بين النساء بشكل خاص، و يشعر الفرد منهم بعدم الارتياح حينما يكون محط نظر و تركيز الآخرين لذا تجدهم يعتمدون على مظاهرهم في شد انتباه الآخرين (نظراً لنقص الجوهر)، و يسعون لنيل الإعجاب دون تقديم أي أمر ذي عمق أو فائدة. مشاعرهم سطحية و عندهم قابلية شديدة للإيحاء.

اضطرابات الشخصية

بتاريخ:  8:25 ص  |  إدارة الوقت  |  واصل القراءة »


توجد سمات الشخصيات المضطربة لدى 1-3 % من البشر، أما سماتها دون حد الاضطراب فهي موجودة عند الكثير بدرجات مختلفة، و حسب التعريف الطبي النفسي فإن أنواع الشخصيات غير السوية عديدة منها ما يلي:

أولاً : الشخصية الاعتمادية
يتصف الفرد بصعوبة انجازه لقراراته و أعماله اليومية دون الرجوع المتكرر الممل للآخرين و استشارتهم، كما أنه لا يعارض الآخرين لخوفه من انه قد يفقد عونهم و مساعدتهم، و لذا فانه قد يقوم ببعض الأعمال أو السفر لمسافات طويلة كي يحصل على دعم الآخرين. ومن الصعب على مثل هذا الفرد البدء في مشروع بسبب نقص الثقة لا نقص الطاقة. كما انه لا يرتاح للوحدة، ولذا فإنه يسرع في بناء علاقة حميمية أخرى (كمصدر للعناية به) عندما تنتهي علاقته الحميمية الحالية، أو ربما قبل ذلك تحسباً لفقدان العلاقة الحالية. و عند هذا الفرد خوف مستمر مقلق من أن يترك ليتخذ القرار بنفسه.

ثانياً : الشخصية الاكتئابية
ترفض أي عمل أو نشاط بسبب كآبتها، و تنظر بسوداوية إلى مختلف جوانب الحياة. إنها أعراض الاكتئاب حينما تتمثل في شخصية فرد طول حياته.

ثالثاً : الشخصية التجنبية
يتجنب الفرد الذي يتصف بها تلك المهام الوظيفية التي تتطلب تواصلاً مع الآخرين، ولذا تجده لا يختلط مع الآخرين إن لم يتأكد بأنه سيكون محط قبولهم. هناك خوف مستمر من النقد في المحافل و اللقاءات الاجتماعية، و شعور بعدم الكفاءة، ولذا تجده يميل إلى السكوت عند الآخرين. انه الشعور العام بالنقص.

رابعاً : الشخصية الحدية
نفسه ذات بعد واحدة، ففيه التطرف السديد في التفكير و المفاهيم، حيث المثالية الشديدة ثم الخروج من القيم ثم العودة ثانية إلى المثاليات. هو متطرف في علاقاته، و كذلك التقلب خلال ساعات أو أيام بين الحب المفرط و البغض المفرط لذات الآخر. عنده اضطراب في تصور الذات، كما انه فجائي في تصرفاته، و يتسم بعدم الاستقرار في المشاعر و الانفعالات التي تسبق عادة أفكاره. يشعر بفراغ الذات، وعدم وضوح الهدف، و عنده ضعف في القدرة على ضبط نوبات الغضب.

خامساً : الشخصية السادية
هي تلك الشخصية التي تستمتع بإيقاع الأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما على الغير، و يكون ذلك محط متعها. لذا تجد تلك الشخصية تبحث عن الوظائف التي تجعل آذاها للآخرين عملاً مشروعاً. ولعل ذلك يفسر ما حدث في ايرلندا من نقص عدد المراجعين للعيادات النفسية من ذوي الشخصيات السادية و السيكوياتية عندما نشأت المجموعة المتطرفة التي أشبعت حاجاتهم النفسية في أذية الآخرين.

سادساً : الشخصية السيكوباتية (الإجرامية) (المضادة للمجتمع)
تتصف بعدم القدرة على التوافق مع الضوابط و أنظمة المجتمع، و عدم التخطيط المستقبلي، و الفجائية في التصرفات. كما أنها شخصية عنيفة، مخادعة، غير مسؤولة، و تتصف بعدم التعلم من الخبرات السابقة، و عدم الندم على الأخطاء.
و من هذه الشخصية يكون المجرمون في العادة الذين تخلو قلوبهم من الرحمة. كما أن بعضهم إذا كان ذكياً قد يتلبس مسوح أهل الصلاح أو أي صفة مثالية في ذك المجتمع من اجل بلوغ أهدافه الشريرة.


سابعاً : الشخصية الوسواسية
تتصف هذه الشخصية بالانشغال المفرط بدقائق الأمور، و عدم القدرة على التعامل مع روح النظام، وعدم المرونة تقيداً بحرفية الأنظمة لا بمعانيها.
و هذه الشخصية تبالغ في المثالية، و الإسراف في العمل بلا استرخاء و عدم القدرة على الاعتماد على الآخرين في انجاز العمل، و انعدام المرونة، و العناد في ذاته. كما أنها تتسم عادة بالبخل، و الضمير الحي جداً لدرجة المرض، و يبالغ في حفظ الأشياء غير المهمة.


ثامنا : الشخصية الشكاكة (المرتابة)
تتسم هذه الشخصية بالشك دون وجود ما يدعم ذلك الشك سوى الظنون التي لا تعتمد على حقيقة. هذا الفرد يكون مشغول البال باحتمال عدم استمرار ولاء رفاقه و ذويه له، وما مستوى الثقة التي يجب أن يعطيها لهم، ويرى أن الآخرين لا يرون حقيقة ما يحاك له. كما انه يتجنب العلاقة الحميمية لاعتقاده إنما يقوله لغيره قد يستخدمه ضده إضافة إلى انه لا ينسى أخطاء الآخرين، و لا يغفر لهم، و يسعى في قراءة المعاني الخفية للحوادث بدرجة تثير التوتر فيمن يتعامل معهم من الناس، و يربط الأحداث ببعضها بشك شديد، فهو دائم البحث عن ما يريح شكوكه.

تاسعاً : الشخصية الفصيمية
تتسم هذه الشخصية بالانطوائية، و العزلة،و الانفصال عن الواقع و عدم الرغبة في العلاقات الحميمة، و الميل إلى الأنشطة و الهوايات الفردية و لا تتأثر هذه الشخصية عادة بنقد الآخرين، كما تتصف ببرودة المشاعر و الانفعالات .

عاشراً : الشخصية شبه الفصامية
تتسم بغرابة الأطوار، و اضطراب إدراك الواقع، و عدم سلوك الفرد نمطاً محدداً في حياته. انه الإنسان الذي لا يتنبأ بما قد يفعل، أو كيف يفكر في أي مستجد. أفكاره خيالية بعيدة عن الواقع، كما أن سلوكياته تشذ عن مثل من يحيا مثل ظروفه. هذا الفرد في العادة واضح الاضطراب للآخرين إلا انه قد يتلبس فكره معينة و ينافح من اجلها مهما كانت غريبة. 

الحادي عشر : الشخصية المازوخية
هي تلك الشخصية التي تجد الراحة و تستمتع حينما يتعدى عليها الغير بالأذى الجسدي أو المعنوي أو كليهما، لذا تسعى أن تكون في مواطن أذى الآخرين لها.

الثاني عشر : الشخصية النرجسية
شعور غير عادي بالعظمة و حب وأهمية الذات، و انه شخص نادر الوجود، أو انه من نوع خاص فريد لا يمكن أن يفهمه إلا خاصة الناس ينتظر من الآخرين احتراماً من نوع خاص لشخصه و أفكاره، و هو استغلالي ابتزازي و صولي يستفيد من مزايا الآخرين و ظروفهم في تحقيق مصالحة الشخصية. و هو غيور متمركز حول ذاته، و يستميت من اجل الحصول على المناصب لا لتحقيق ذاته أو لنفع الناس و إنما لتحقيق أهدافه الشخصية.

الثالث عشر : الشخصية الهستيرية
تكثر بين النساء بشكل خاص، و يشعر الفرد منهم بعدم الارتياح حينما يكون محط نظر و تركيز الآخرين لذا تجدهم يعتمدون على مظاهرهم في شد انتباه الآخرين (نظراً لنقص الجوهر)، و يسعون لنيل الإعجاب دون تقديم أي أمر ذي عمق أو فائدة. مشاعرهم سطحية و عندهم قابلية شديدة للإيحاء.

0 التعليقات:

يسال أحد القراء كيف يمكن أن ننسى من نحب، ولماذا نتعرض للاكتئاب عندما نمر بهذه المرحلة، ولماذا يكون النسيان صعبا علينا ونجد عناءً شديدا ربما يصل لأزمة نفسية عند محاولة النسيان؟

يجيب الدكتور محمد الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة قائلا: كل منا قد مر فى مرحلة من مراحل حياته بحالة من الحب التى لم يكتب لها الاستمرار والنجاح، ومع الفشل فى هذه العلاقة يدخل المحب فى حالة من الضيق والحزن وفقد الأمل وتذكر المحبوب والأحداث المرتبطة به قد تستمر هذه الحالة لفترة قصيرة وتمتد لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات وبها لا يستطيع المحب أن ينسى من يحبه وأن يقف التفكير فيه وهنا يظهر التساؤل لماذا كثير من المحبين لا يستطيعون أن يتناسوا من كانوا يحبونهم؟

فى إحدى الدراسات الحديثة أجريت على المحبين وجد أن هناك نقصا فى تركيز السيرتونين بالمخ، والسيرتونين هو موصل عصبى له عديد من الوظائف النفسية وهو مسئول عن عدد من الاضطرابات النفسية ومنها الاكتئاب والقلق والوسواس القهرى والاضطرابات الجنسية، وبملاحظة ما يحدث فى مرض الوسواس القهرى والذى يشترك مع الحب فى نقص من تركيز السيرتونين فى المخ نستطيع أن نجيب على السؤال السابق طرحه "لماذا يصعب نسيان من كنا نحب؟ فنحن ننسى المعلومات التى لا نستخدمها مثل نسيان المعلومات التى درسناها فى مراحل التعليم الدراسية المبكرة من حياتنا لعدم استخدامها حاليا، لذا لكى ننسى من كنا نحب يجب أن نبعد عن ذهننا أى شوء يذكرنا به وهذا ما يصعب عمله وذلك لانخفاض تركيز السيرتونين بالمخ والذى تظهر معه أعراض مشابه لأعراض الوسواس القهرى. فمرض الوسواس القهرى يكون العرض الرئيسى هو الوسواس الذى يمكن تعريفه بأنها فكرة أو ذاكرة أو كلمة أو منظر خاطئ أو غير محبب لى يعلم المريض أنه يجب ألا يفكر فيه ولكنه لا يستطيع إيقاف التفكير فيه ويصبح مقهور على الاستسلام لهذه الأفكار برغم من خطأها وغرابتها أحيانا. وهذا تقريبا ما يحدث عندما تنتهى علاقة حب بالفشل ونعلم أنه ليس هناك أى أمل فى استعادة هذه العلاقة وبرغم ما حدث من الألم تسبب فى إنهاء هذه العلاقة وبالتالى من المنطقى فإننا نرغب فى عدم التفكير فيها مجدداً ونسيانها تماما إلا أننا نجد أنفسنا مقهورين على التفكير فى المحبوب.

ويمكن استخلاص أن العلاج قد يكون متشابه أيضا فى الحالتين "نسيان الحب المفقود والوسواس القهرى". فعلاج الوسواس القهرى مثله مثل كافة الأمراض النفسية الأخرى يعتمد على العلاج السلوكى لتشتيت التركيز على الفكرة وإدخال أفكار بديلة والتحكم فيها بطرق سلوكية والعلاج الدوائى بمضادات الوسواس التى تعمل على زيادة تركيز السيرتونين بالمخ. وبالمثل يمكن القول أن علاج عدم القدرة على نسيان الحب المفقود يعتمد على مجموعة من السلوكيات التى يجب اتباعها ومنها: لا مانع من أن نستغرق بعض من الوقت فى البكاء على الأحلام والآمال والمشاعر الطيبة، ولكن لا تبكِ على الشخص نفسه ولا تقل لنفسك إنك أصبحت أضعف أو أنك محرج لأنك تبكى، لابد أن تعرف أن البكاء فى هذا الوقت طبيعي، بل إنه شىء جيد، لأنك عندما تبكى تجعل جزءاً كبيرا من التوتر والقلق ينتهى، وتشعر أن كثيراً من الحمل والعبء قد خف من عاتقك. ولكن لا تنسى نفسك فى هذه المرحلة لفترة طويلة فيجب أن تنتهى هذه المرحلة فى أقرب وقت، وتبدأ فى المراحل التالية. أما عن الخطوة التالية فالشخص الذى كنت تحبه كان يشغل نسبة كبيرة جدا من وقتك يوميا (تماما كما يشغل الوسواس القهرى معظم تفكير الشخص طوال النهار) وحتى تنسى أحد وتزيله تماما من رأسك يجب أن تضع أشياء أخرى مكان الفراغ الذى تكون بعد إزالة هذا الشخص من رأسك. وبتعبير آخر لابد أن تكون مشغولا جدا، وليس المهم بأى طريقة، ولكن المهم ألا يكون هناك وقت للتفكير فى الماضى.

كيف تستطيع نسيان من تحب دون أن تصاب بمرض نفسى؟

بتاريخ:  1:52 ص  |  التغيير الفعال  |  واصل القراءة »

يسال أحد القراء كيف يمكن أن ننسى من نحب، ولماذا نتعرض للاكتئاب عندما نمر بهذه المرحلة، ولماذا يكون النسيان صعبا علينا ونجد عناءً شديدا ربما يصل لأزمة نفسية عند محاولة النسيان؟

يجيب الدكتور محمد الحديدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب جامعة المنصورة قائلا: كل منا قد مر فى مرحلة من مراحل حياته بحالة من الحب التى لم يكتب لها الاستمرار والنجاح، ومع الفشل فى هذه العلاقة يدخل المحب فى حالة من الضيق والحزن وفقد الأمل وتذكر المحبوب والأحداث المرتبطة به قد تستمر هذه الحالة لفترة قصيرة وتمتد لفترات طويلة قد تصل إلى سنوات وبها لا يستطيع المحب أن ينسى من يحبه وأن يقف التفكير فيه وهنا يظهر التساؤل لماذا كثير من المحبين لا يستطيعون أن يتناسوا من كانوا يحبونهم؟

فى إحدى الدراسات الحديثة أجريت على المحبين وجد أن هناك نقصا فى تركيز السيرتونين بالمخ، والسيرتونين هو موصل عصبى له عديد من الوظائف النفسية وهو مسئول عن عدد من الاضطرابات النفسية ومنها الاكتئاب والقلق والوسواس القهرى والاضطرابات الجنسية، وبملاحظة ما يحدث فى مرض الوسواس القهرى والذى يشترك مع الحب فى نقص من تركيز السيرتونين فى المخ نستطيع أن نجيب على السؤال السابق طرحه "لماذا يصعب نسيان من كنا نحب؟ فنحن ننسى المعلومات التى لا نستخدمها مثل نسيان المعلومات التى درسناها فى مراحل التعليم الدراسية المبكرة من حياتنا لعدم استخدامها حاليا، لذا لكى ننسى من كنا نحب يجب أن نبعد عن ذهننا أى شوء يذكرنا به وهذا ما يصعب عمله وذلك لانخفاض تركيز السيرتونين بالمخ والذى تظهر معه أعراض مشابه لأعراض الوسواس القهرى. فمرض الوسواس القهرى يكون العرض الرئيسى هو الوسواس الذى يمكن تعريفه بأنها فكرة أو ذاكرة أو كلمة أو منظر خاطئ أو غير محبب لى يعلم المريض أنه يجب ألا يفكر فيه ولكنه لا يستطيع إيقاف التفكير فيه ويصبح مقهور على الاستسلام لهذه الأفكار برغم من خطأها وغرابتها أحيانا. وهذا تقريبا ما يحدث عندما تنتهى علاقة حب بالفشل ونعلم أنه ليس هناك أى أمل فى استعادة هذه العلاقة وبرغم ما حدث من الألم تسبب فى إنهاء هذه العلاقة وبالتالى من المنطقى فإننا نرغب فى عدم التفكير فيها مجدداً ونسيانها تماما إلا أننا نجد أنفسنا مقهورين على التفكير فى المحبوب.

ويمكن استخلاص أن العلاج قد يكون متشابه أيضا فى الحالتين "نسيان الحب المفقود والوسواس القهرى". فعلاج الوسواس القهرى مثله مثل كافة الأمراض النفسية الأخرى يعتمد على العلاج السلوكى لتشتيت التركيز على الفكرة وإدخال أفكار بديلة والتحكم فيها بطرق سلوكية والعلاج الدوائى بمضادات الوسواس التى تعمل على زيادة تركيز السيرتونين بالمخ. وبالمثل يمكن القول أن علاج عدم القدرة على نسيان الحب المفقود يعتمد على مجموعة من السلوكيات التى يجب اتباعها ومنها: لا مانع من أن نستغرق بعض من الوقت فى البكاء على الأحلام والآمال والمشاعر الطيبة، ولكن لا تبكِ على الشخص نفسه ولا تقل لنفسك إنك أصبحت أضعف أو أنك محرج لأنك تبكى، لابد أن تعرف أن البكاء فى هذا الوقت طبيعي، بل إنه شىء جيد، لأنك عندما تبكى تجعل جزءاً كبيرا من التوتر والقلق ينتهى، وتشعر أن كثيراً من الحمل والعبء قد خف من عاتقك. ولكن لا تنسى نفسك فى هذه المرحلة لفترة طويلة فيجب أن تنتهى هذه المرحلة فى أقرب وقت، وتبدأ فى المراحل التالية. أما عن الخطوة التالية فالشخص الذى كنت تحبه كان يشغل نسبة كبيرة جدا من وقتك يوميا (تماما كما يشغل الوسواس القهرى معظم تفكير الشخص طوال النهار) وحتى تنسى أحد وتزيله تماما من رأسك يجب أن تضع أشياء أخرى مكان الفراغ الذى تكون بعد إزالة هذا الشخص من رأسك. وبتعبير آخر لابد أن تكون مشغولا جدا، وليس المهم بأى طريقة، ولكن المهم ألا يكون هناك وقت للتفكير فى الماضى.

0 التعليقات:

سياسية الاستخدام-سياية الخصوصية-اتصل بنا
© 2013 تطوير الذات . تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.
back to top