تعددت مصادر المعرفة فهناك الجرائد والمجلات والكتب الورقية والإنترنت بكل مافية سواء كتب إلكترونية أو مقالات لذلك كان لزاماً استحداث طرق جديدة للقراءة تواكب هذه الثورة المعلوماتية .
مقدمة تاريخية مختصرة
البدايات الأول لزيادة سرعة القراءة أو ما يعرف بـ القراءة السريعة كانت عن طريق استخدام أجهزة التاشيستكوب وأجهزة قياس معدلات القراءة في المعاهد المختلفة لكن السلبية في تلك الأجهزة أن سرعة القراءة تنخفض في حالة عدم استخدام تلك الأجهزة .
بعد ذلك جاءت إيفلين وود وهي أستاذة في مجال القراءة السريعة لاحظت أن سرعة القراءة مختلفة بين الأشخاص فصديقها لويل ليز وهو أستاذ جامعي كان يقرأ بسرعات مذهلة لدرجة أنه أطلق علية "دائرة المعارف المتحركة" فكان يقرأ 6 الآف كلمة في الدقيقة , لا تتعجب فقد كان الرئيس روز فيلت يقرأ كتاباً كل يوم قبل الإفطار وعادة ما يقرأ ثلاث كتب يومياً و كان جون أف كنيدي يقرأ بمعدل 1200 كلمة في الدقيقة .
يقول بيتر كومب في كتابه Breakthrough Rapid Reading الذي قرأته قبل فترة بسيطة أن إيفلين بحثت عن أشخاص آخرين يجيدون سرعة القراءة فوجدت أكثر من 100 شخص يمكنهم القراءة بمعدل 1500 كلمة في الدقيقة لذلك وضعت هذا المعدل كحد أدني لسرعة القراءة وقامت بدراسة هؤلاء الأشخاص لكي تعرف ما ذا كانوا يعملون وكيف كانوا يؤدون ذلك , بعد ذلك حاولت تعليم نفسها تلك الطرق أيضاً قامت باكتشاف طرق جديدة منها Wood Method .
حقائق ينبغى أن تعرفها
يقول المهندس خالد الجديع في مقالة له أنه :
- يصدر خمسون ألف كتاب سنويا في الولايات المتحدة .
- تصدر سبعة الآف دراسة يوميا في أنحاء العالم .
- صدر في الخمسين عاما الماضية كمية من المعلومات تفوق ما صدر في الخمسة ألف سنة الماضي .
- معظم طلاب الثانوية في 56 دولة في العالم يقرؤن بسرعة تصل إلى 1000 ك/د بينما لا تزيد سرعة أقرانهم في العالم لعربي عن 250 ك/د .
قد تتعجب عندما تقرأ أن رجل الشارع في اليابان يقرأ 40 كتاب سنوياً لاحظ أنه شخص عادي والأمريكي يقرأ تقريباً 30 كتاب سنوياً يمكنك أن تعريف المزيد من الحقائق خصوصاً عن عالمنا العربي من "لماذا نقرأ.. وكيف " لدكتور سلمان العودة وهي مادة صوتية مسجلة لأحد حلقات برنامج أول اثنين .
طرق القراءة
قد تكون شخص يقرأ بالساعات لكتاب لا يتجاوز حجمة 300 صفحة والنتيجة النهائية هي أنه بعد عدة شهور لا تتذكر أي معلومة أو قد تتذكر معلومات بسيطة جداً خصوصاً لو تمت مقارنتها بالساعات التي قضيتها في قراءة ذاك الكتاب , قبل أن تقرأ ينبغي أن تسأل نفسك مالهدف من قراءة هذه المقالة أو الكتاب ؟
فإن كان الهدف هو البحث عن معلومة محددة فالطريقة الأنسب هي الفحص scanning وإن كان الهدف هو أخذ نظرة عامة فالطريقة الأنسب هي المسح السريع Skimming .
قرأت مقالة رائعة للأخ عبدالوهاب انصح الجميع بقرأتها يقول عندما كنا في مقاعد الدراسة بعض الأساتذة يطلبون من الطلاب القيام بعمليات تصفح سريع لا أعلم توقفت عند هذه العبارة كثيراً . نعلم أن موضوعات مادة المطالعة مملة جداً فتارة ستقرأ عن إنجازات شخصية معينة وفي أحسن الأحول سيكون الموضوع عن الثروة الحيوانية في بلادي أيضاً لا ننسى قصة النملة وجهودها العجيبة لنيل حبة القمح ويكتمل هذه العقد من الملل بمعلمة تطلب من الطالبات القراءة بشكل صامت (وهي بالمناسبة فرصة لتجد أحلام اليقظة طريقها إلينا :) بعد ذلك قد تبدأ بعمل مناقشة بسيطة ثم تبدأ كل طالبة بالقراءة بصوت مرتفع إلى أن تنتهي الحصة , وسلام . مع هذه الموضوعات المملة كان لزاماً على كل معلم ومعلمة الإبتعاد عن هذه الطريقة والإتجاة إلى تقييد الطلاب و الطالبات بأسئلة تبدأ بـ (كم - من -أين - متى) فهي بطريقة غير مباشرة تثير الدافعية لدى الطلاب والطالبات للقيام بعملية المسح السريع ومع الممارسة المستمرة سيصبح عادة عند الطلاب القيام بهذه العملية متى ما لزم الأمر .
من طرق القراءة أيضاً هي القراءة الطولية وهي أن تقوم بالقراءة كلمة كلمة سطر سطر وغالباً ما يتم استخدامها في الموضوعات الصعبة بالنسبة لك فمثلاً عندما تقرأ عن قوانين إنشتاين وأنت في السنة الأولى فيزياء تحتاج أن تمارس القراءة الطولية .
وهناك طريقة أخرى للقراءة وهي الطريقة البصرية أي أن تقوم بقراءة مجموعة من الكلمات في مرة واحدة وهي التي استطاع من خلالها بعض الأشخاص أن يصلوا إلى 1200 كلمة في الدقيقة , فإذا علمنا أن العين تحتاج لربع ثانية لتركيز على حرف واحد فهذا يعني أننا نحتاج لثانية لتركيز على كلمة واحدة فإذا اعتبرنا أن متوسط طول الكلمة هو أربع أحرف فأن الشخص العادي سيقرأ 240 كلمة في الدقيقة , عند استخدام تقنيات الطريقة البصرية كمثل (المسح باستخدام اليد , وطرق مسك الكتاب , وعدم قراءة الكلمات التي لا تحمل معنى أو الروابط كمثل the خصوصاً إذا عرفنا أن اللغة الإنجليزية تشتمل على 600.000 كلمة ليس لها معنى و 400 رابط ومعدل استخدام هذه الأشياء في الكتابة 65%) تتضاعف سرعتك في القراءة فيمكنك قراءة عبارة كاملة في لمحة . هذه الطريقة ظهرت حديثاً ومن أنصارها الدكتور بيتر كومب وهي بالمناسبة تركز على السرعة والفهم فزيادة السرعة دون الفهم أمر محبط ولا فائدة منه والفهم مع بطء في القراءة مضيعه للوقت . الطريقة البصرية رائعة جداً وتستحق القراءة حولها لكن قبل أن تقرأ عنها لا بد أن تكون أولاً: لديك الرغبة الحقيقية في تطوير مهارة القراءة لديك ثانياً: أن تطبق وتمارس كل ما تقرأ من تقنيات حولها.
يمكنك الدمج بين هذه الطرق الأربع فتقرأ بعض الأسطر قراءة طولية متأنية وبقية السطور تقرأها بشكل بصري فتفهم بشكل سريع ويمكنك أن تبحث عن معلومة متعلقة بما قرأت عن طريق المسح السريع .
قبل أن تقرأ
أنظر إلى العنوان وحاول الإجابة على السؤالين :
هل الموضوع مهم بالنسبة لك ؟
ماذا تعرف عن الموضوع مقدماً ؟
هذه الأمور مهمة فهي مدخل رئيسي يساعدك في تحديد الطريقة الأنسب فإن كان الموضوع غير مهم فتركه أولى وإن كان متوسط الأهمية ولديك معلومات بسيطة حوله فاستخدم معه طريقه المسح السريع وإن كان الموضوع جديد أو غريب يمكنك الإكتفاء بقراءة المقدمة والخاتمة وإن كان الموضوع بالغ الأهمية بالنسبة لك ولا تعرف الشيء الكثير حوله فيمكنك استخدام الطريقة الطولية والبصرية معاً وهكذا .
القراءة الجهرية X القراءة الصامتة
عندما تقرأ بشكل صامت فأنت تحتاج فقط للبصر والدماغ فـ 5% من النشاط تقوم به العين و 95% يقوم به الدماغ . بالنسبة للقراءة الجهرية فأنت تحتاج لجهاز ثالث وهو النطق فتحتاج إلى النطق بشكل صحيح وتغيير نبرة الصوت والوقوف عند بعض الكلمات لتعبر عن المعنى بشكل واضح وغيرها من أمور مما يعني أن القراءة الجهرية تتطلب وقت أطول بكثير مما تتطلبة القراءة الصامتة .
عندما أقول أن القراءة الصامتة تستغرق وقت أقل هل يعني ذلك أنها هي الأفضل ؟ بالتأكيد لا , اختر ما يناسبك شخصياً استخدم الطريقة الصامتة مع اللغة العربية ولكن مع اللغة الإنجليزية دائماً ما استخدم الطريقة الجهرية فهي نوع من ممارسة اللغة مع الذات .
0 التعليقات: