كن مغرورا

بتاريخ:  3:24 ص  |  حلل شخصيتك الكاتب: عالم التنمية




كان لويس باستير واحدا من أعظم علماء الطب في التاريخ..
كان في زيارة لأحد المؤتمرات الطبية مع زوجته (في 1881) و ما أن دخل القاعة, حتى قام الناس واقفين و حيوه بالتصفيق الحاد بحماس شديد جدا.
فنظر باستير إلى زوجته وقال: 
- يبدو أن ولي العهد يزور المؤتمر..لقد جئنا في موعد غير مناسب!
لقد كان متواضعا.. و لم يتخيل أن هذا التصفيق كان له هو.
هذه القصة و غيرها ستجدها تروى كي تقنعك بأهمية التواضع.. و روعة التواضع.. و ما سيعود عليك من التواضع..
لكن , اسمح لي أن أهمس في أذنك بسر صغير:
..لا تسئ استخدام التواضع!

الجوهر أم المظهر؟

دائما ننصح الناس بان يركزوا على الجوهر و ليس المظهر الخارجي.. فلو أردت أن تفهم الناس حقا, يجب أن تركز على مافي داخلهم و تحاول معرفة عمقهم الإنساني و طريقة تفكيرهم..
لكن مهلا..
هل تعتقد أن كل الناس يتصرفون بهذه الطريقة ؟
مثال:
هل تعتقد أن مديرك , عنده من الوقت ما يكفيه كي يتأمل جوهرك الناصع البياض, و يتجاهل المظهر الخارجي؟

االفكرة هنا هي أن المظهر الخارجي و تأثير الشخصية , لهما تأثير كبير على نظرة الناس لنا.. و يجب أن نعرف جيدا , أن نظرة الناس لنا قادمة في الأساس, من كلامنا نحن عن أنفسنا!
فالموضوع ليس كما ينصحك البعض , ألا تتكلم عن نفسك كثيرا و تقلل من شأن نجاحاتك و ترتدي ملابس غير متناسقة.. كي تكون شخصا متواضعا لا يسعى للتفاخر!

خليك في النص

كأي شيء مفيد آخر: المبالغة في التواضع شيء ضار!
فالتواضع في حد ذاته فكرة إنسانية نبيلة , هدفها أن تكون متزنا نفسيا و تتعامل مع الآخرين بشكل مهذب ليس فيه تعال أو عجرفة أو إهانة لهم و لمشاعرهم.. هذا هو الهدف الجميل من التواضع..
لكن لو أفرطت في التواضع , سيجلب هذا عليك الكثير من العواقب..
مثال:
تخيل أنك تجري مقابلة مع شخصين.. و تريد الاختيار بينهما لمنصب (رئيس قسم).. 
تأمل كلام كل منهما عن نفسه ,و قل لي : من ستختار ؟

الأول:
- مفيش مهارات شخصية يعني.. أدينا بنحاول.
- ماحققتش نجاحات كتير..يعني .. حاجات بسيطة.
- عايز أعيش مستور.
الثاني:
- عندي مهارات قيادية ممتازة و أجيد التعامل مع نظم المعلومات.
- حققت نجاحات كتير و خدت شهادة تقدير من مدير الشركة.
- عندي أحلام مهنية كثيرة جدا و هاحققها إن شاء الله.
ها..؟
هاتختار مين ؟
الأول قد يكون أفضل من الثاني بمراحل.. لكنه (مكسوف) يقول إنجازاته على سبيل التواضع.. و لا يرى أنه حقق نجاحات تذكر, ربما لأنه لا يحب التباهي بما حققه..
الفكرة هنا هي :
لا تحاول أن تبالغ في التواضع لأنه سيجر عليك نتائج وخيمة..و سيعطي انطباعا -قد لا تقصده- في أذهان الناس..
لا بأس بقليل من التسويق لقدراتك و تجميل صورتك الاجتماعية..
- هل تتكلم عن نفسك دائما بشكل إيجابي؟ أم تشكو الأحوال و الظروف؟
- هل تذكر إنجازاتك في العلن؟ أم تتحرج من الكلام عنها؟
- هل تهتم بمظهرك الخارجي كي يلقى انطباعا جيدا أمام من لا يعرفك؟
- هل تهتم بمصادقة الناجحين ؟ أم تركز على نوعية معينة من الناس؟
المبالغة في كل شيء ضارة..
فلو زاد التواضع سيكون وضاعة..
و لو زادت الثقة ستكون غرورا..
حاول ألا تكون وضيعا يشفق الناس عليه, و ألا تكون مغرورا ينفر الناس منه..
فقط .. كن نفسك.. و دع الآخرين يعرفونك كما ينبغي.

و إلى أن نلتقي تذكروا دائما أننا نعيش في هذه الدنيا مرة واحدة فقط..
فلماذا لا تكون أروع حياة ممكنة ؟

د.شريف عرفة

شارك الموضوع :

معلومات كاتب الموضوع

يتم هنا كتابة نبذه مختصره عن كاتب الموضوع. تحتاج أشجار النيم الهندي إلى القليل من الماء وهي تنمو بسرعة وتضرب بجذورها عميقا في التربة. ألماني يزرع هذه الأشجار في الأراضي الجافة في شمال بيرو. شاهد جميع موضوعاتي: نويد اقبال

سياسية الاستخدام-سياية الخصوصية-اتصل بنا
© 2013 تطوير الذات . تصميم من Bloggertheme9
قوالب بلوجر. تدعمه Blogger.
back to top