كل الأطفال يتعاركون حتى التوائم!
تقول اختصاصية تربية الاطفال نورة اللويحان: الشجار أمر طبيعي بين الاطفال ويكون على هيئة حركات جسمية او اعتداء على ممتلكات بعضهم بعضا، وتقل هذه المشاجرات كلما تقدم الطفل في العمر، فأطفال السنة الثانية يتشاجرون كل 5 دقائق، اما اطفال السنة الرابعة فيقع شجارهم بين مرتين او ثلاث مرات في اليوم، لانهم يتميزون بكثرة الحركة والميل الى العنف واستخدام العضلات كالايدي والارجل، محاولين بذلك اثبات قوتهم وذاتهم، كما ان صفاتهم متناقضة، ففي احدى المرات يكونون متعاونين ومرة اخرى نجدهم عنيدين مع طغيان النزعات القيادية لديهم.
أساليب مختلفة
افضل الطرق لاخماد شجار الاطفال وعراكهم
ـ تسامحك وهدوءك يدفعهم للاقتداء بك، اما مقاومتهم فانها تزيد من رغبتهم في الشجار، هذا وتختلف طريقة الشجار تبعا للجنس فالاناث يتميزن بالصياح، اما الاولاد فيظهرون الشدة في الضرب والاعتداء، كما يختلف هذا الشجار تبعا للفروق بين الطبقات الاجتماعية والاقتصادية، حيث ان شجار ابناء الطبقة الغنية أقل من غيرهم.
ما الحل؟
لتعديل سلوك الابناء :
ـ ترسيخ مبدأ "عامل كما تحب ان تعامل" لدى الطفل، وذلك باستغلال ألمه وتضايقه حين تؤخد ألعابه من قبل أحد، بقول الأم له يجب الا تأخذ لعبة غيرك لان هذا سلوك مكروه يؤذيه.
ـ ينبغي اثابة الطفل عند قيامه بسلوك مقبول مثل عدم أخذه للعبة اخيه، وعدم اثابته اذا قام بسلوك سيئ، سواء كان ذلك بشكل مادي أم معنوي كاصطحابه الى مدينة الالعاب او شراء شيء يحبه او مدحه وتشجيعه.
ـ يجب ان تكون عبارات الأم ايجابية فمثلا تقول له انا اعلم انك تحب اخاك واردت تجريب لعبته فلا بأس في ذلك، لكن لا بد من استئذانه اولا قبل اخذها.
ـ على الأم ان تذكر دائما السبب للطفل الذي يجعلها تمنعه من أخذ اشياء اخيه او الآخرين كأن تقول له: انا اعلم ان السيارة الحمراء اعجبتك، لكن عليك ان تستأذن اخاك في تجريبها.
ـ لا بد من التمسك بمبدأ الثبات على قواعد السلوك في العملية التربوية فلا نقول شيئا ونرجع عنه غدا، كي لا يشعر الطفل بالتذبذب.
ـ اعتراف الأم باخطائها يتيح للطفل اكتشاف نموذج صحيح في التعامل من خلال مراقبته لقدوة صالحة.
عندما يتعاركون
بالطبع لا يمكن لأي أم ان تتوقع الا يتعارك اطفالها ولكن ما يخفف من عراك الاطفال الانتباه الى الملاحظات التالية:
- مساعدة الطفل على اختيار لعبته دون الضغط عليه بسؤاله عن سبب اختياره لهذه اللعبة والتأكد من انه يعرف ما هي هذه اللعبة وكيف تعمل، بالأضافة الى كونها مناسبة لعمره وخصائص نموه.
- منع الاطفال من الشجار والسيطرة على سلوكهم باسلوب حازم بعيدا عن العنف والقسوة وهذا يتطلب ان تكون الأم قوية الارادة ولديها من السلطة ما يتيح لها الاصرار على عدم الشجار، فلا تحدثهم بصوت ضعيف حتى لا تتحول سلطتها الى مجرد شكوى قد يتعامل معها الطفل بالرفض.
- الحالة النفسية للأم تنعكس على سلوك الابناء عندما تكون قوية في عملها مثلا، فان عدد المعارك بين الابناء تنخفض والعكس عندما يكون الهم والحزن مسيطرين عليها، فان المعارك تزيد بين الابناء لانها لن تعامل
الابناء بهدوء ولن تمتنع عن القسوة على احدهم في لحظة ضيقها.
- تقارب الاخوة بالعمر يزيد المعارك والمساواة تزعج الطفل لانها تشعره بعدم الاستقلال، لذا حاولي توضيح اسباب المنع باسلوب واضح ومبسط مثل انت اخترت لعبتك بنفسك وأخوك اختار لعبته وكل منكما يلعب بلعبته، الى جانب محاولة ايجاد هوايات تشغلهم عن العراك.
- على الأم الا تقارن بين ابنائها او تعلن لاحدهم بانها تحبه وهذا اساسي في علاج الشجارات بينهم مع ضرورة تعزيز السلوك الايجابي بالذهاب الى رحلة او نزهة.
- موقف الأم عندما تبدأ المشاجرة فعلا بين ابنائها له دور مهم، فهنا عليها الا تقع في خطأ لعب دور القاضي، حتى لا تدعم الغيرة لدى الطفل والافضل ان تتركهم يعالجون المشكلة بأنفسهم، خصوصا اذا كانت شجارات بسيطة.
- يجب الا تسمح الأم بتحول المنزل الى ساحة شجار بين الاخوة وان تصدر الاوامر بوقف الشجار فورا دون تحيز لأحد ضد الآخر، وان ترفض سماع شكواهم، لان هذا الامر يتطلب حزما وقدرة على ادارة شؤون الابناء دون الرضوخ لهم.