نصفكِ الآخر...هل يمكنك أن تغيّريه؟
مع مرور الوقت على العلاقة، تنكشف لكِ عيوب الشريك أكثر وأكثر. فهل يمكنكِ أن تغيّريه؟
لو أنّ شريكي يتغيّر، لاختلفت حياتنا تماماً! من منّا لم تفكّر يوماً أو لم تصارح الشريك بهذه الرغبة؟ لو أنّه يتوقّف عن التدخين، لو أنّه يساعدني أكثر في الأعمال المنزلية، لو أنّه يخصّص وقتاً أكبر لعلاقتنا... كلّ هذه الأفكار قد تولِّد إحباطاً وحقداً. تجيب سيلفي روي، مستشارة زوجية، عن تساؤلاتنا.
يؤمِن كلّ منّا أن على الشريك السعي لتلبية حاجاتنا ورغباتنا وتوقعاتنا... وفي حال لم ينجح
بهذا الدور، سواء جزئياً أم كلّياً، نفكّر بأن عليه أن يتغير.
في بداية العلاقة، تكون الأمور عادةً على ما يرام، ثمّ نكتشف تدريجياً طبيعة الآخر، وهنا تبدأ
المشاكل. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ العيش تحت سقف واحد يتطلّب تقديم التنازلات بشكل دائم. هنا تبرز النزعة لتغيير ما يزعجنا لدى الشريك، خاصة وأنّ العلاقة الزوجية مبنية على علاقات قوّة حيث يسعى كلّ من الشريكين لفرض وجهة نظره.
تجدر الإشارة إلى أنّ المشاكل التي نواجهها مع الآخرين هي فينا، ويلعب الآخر دور "صدى" يوقظ أو
يؤجّج مشكلتنا. لذا حين نغيّر أنفسنا، يغيّر الشريك عادةً تصرّفاته!
يرتبط هذا الأمر بك وبالشريك فقط. إن كان كلّ من الزوجين يهتمّ بشكل كافٍ بالآخر لتفهّم حاجاته
وصعوباته ومشاكله، يمكن التوصل إلى حلول مشتركة.
تكون خيبة الأمل على المدى الطويل متعبةً ومسبّبة للكثير من المشاكل، إذ ينمو الاستياء وتبرد
العلاقة ويلوح طيف الانفصال. قد تكون بعض المشاكل صعبة التغيير، كما في حالات الإدمان أو العنف. لكن في حال لم يتغيّر شيء، فلماذا الاستمرار بالعلاقة؟
يكمن الحلّ لتخطي المشاكل في التخلّي عن أوهامنا وتوقعاتنا غير الواقعية أو المبالغة، وإنّ
الطريق صعبة لأنه يتعذر علينا أن ننكر حاجاتنا الأساسية. إذاً فإنّ معرفة حاجاتنا الحقيقية والقدرة على نقلها إلى الآخر بشكل واضح في حال استعداده لتفهّمها هي العناصر التي ستسمح لك بتقبّل عيوبه بشكل أفضل.
في أسرع وقت ممكن. في حال استمرار المعاناة والصعوبات، تصبح استشارة أخصائيّ أمراً أساسياً،
إذ يساعد الإرشاد الفردي أو الزوجي على توضيح المعاناة وإيجاد حلول لها.
المصدر : أنوثة