قف وتأمل..
* عندما يستفزك أحدهم بكلمة وقبل أن ترد عليه وتشبعه شتماً.. قف وتأمل.
* عندما تعود إلى منزلك مرهقا وقد تضورت جوعا وأنهكك التعب ثم تُفاجأ بتأخر الغداء فقبل أن ترفع عقيرتك بالصياح أو السب.. قف وتأمل.
* إذا لم تنفذ زوجتك ما طلبته منها كما تريد وقبل أن توبخها.. قف وتأمل.
* عندما يستفزك أحدهم بكلمة وقبل أن ترد عليه وتشبعه شتماً.. قف وتأمل.
* عندما تعود إلى منزلك مرهقا وقد تضورت جوعا وأنهكك التعب ثم تُفاجأ بتأخر الغداء فقبل أن ترفع عقيرتك بالصياح أو السب.. قف وتأمل.
* إذا لم تنفذ زوجتك ما طلبته منها كما تريد وقبل أن توبخها.. قف وتأمل.
* إذا كنت في مجلس وقد شرع الآخرون بذكر غائب بسوء وهو مصنف عندك ضمن "الخصوم" فقبل أن تندفع للكلام فيه وأكل لحمه ميتاً.. قف وتأمل.
* إذا همس أحد طلابك مع جاره في الفصل وأنت تشرح الدرس وقبل أن ترمي عليه الطباشير وتصرخ فيه.. قف وتأمل.
أخي الكريم.. مما أتُفق عليه أن العقلاء هم الذين يملكون القدرة على ضبط مشاعرهم والسيطرة على انفعالاتهم مهما كانت قوة الضغوطات وشراسة المؤثرات.. يقول صاحب العادات السبع: (كنت أتجول في إحدى المكتبات القديمة في هاواي وبينما أنا أفتش في بعض الكتب القديمة وإذ بعيني تقع على عبارة شكلت منعطفاً خطيراً في حياتي وهزتني من الأعماق وكان نصها: "إجعل بين المؤثر والاستجابة مسافة").
أخي الحبيب.. عندما دعوتك في المواقف السابقة بأن تقف وتتأمل إنما أدعوك أن تكون سيداً لنفسك لا منقاداً لانفعالاتك أو أسيراً لحماقات الآخرين أو سجيناً لبرامج عقلية مشوهة.
_ إن الأشخاص الذين يبادرون بسرعة الاستجابة عند حدوث أي مؤثر _في الغالب_ إنما يحرمون أنفسهم من نعمة عظيمة ألا وهي نعمة الاختيار.
_ إن وقوفك وتأملك وذلك بترك مسافة بين المؤثر _كلمة جارحة, سائق أخطأ عليك, تأخر الغداء_ وبين الاستجابة.. هي بإذن الله ضمانة لتصرف سليم بلا ندم، وتلك المسافة التي ستصنعها بين المؤثر والاستجابة ستستحضر فيها أوامر دينك وقيمك ومبادئك، وسيحضر فيها فن الاعتذار للآخرين، وجمال العطف عليهم كما أنك ستستحضر أخطاءك المشابهة وكذلك مهارة إعادة تأطير الموقف برؤية الجوانب الإيجابية فيه.
_ دعنا نعود للمشاهد السابقة وما هو السيناريو المتوقع عندما يتولى العقل البشري المتعجل قيادة الموقف حيث أن الرسائل الخارجية تصله أولاً فإن تولى هو زمام الأمور وبادر بسرعة الإستجابة للمؤثر وأظهر ردة الفعل فغالباً أنه سيميل للإنفعال وسوء التصرف والنتيجة هي صناعة شخصيات هزيلة ذات مواقف مهزوزة ومن ثم التورط في المزيد من المشكلات، والإصطلاء في أُتون الندم.
_ يقول الشيرازي -يرحمه الله-: على النابل أن يتأنى، فالسهم متى انطلق لا يعود.
_ أما في حالة وضع مسافة بين المؤثر والاستجابة فيعني هذا إتاحة الفرصة لما يسمى بالعقل الواعي (القشرة المخية) لتأمل وتقييم الموقف وتبصر العواقب ومن ثم اختيار ردة الفعل المناسبة عندها ستجد نفسك قد استفدت من نعمة العقل وحرية الاختيار وبالتالي تحديد ردة الفعل المناسبة بعد تأمل وتفكير وستجد نفسك قد ارتقيت إلى مرتبة عالية مرتبة لا يوجد فيها إلا العظماء وهي مرتبة المسؤولية التامة عن التصرفات والاختيار الكامل لردات الفعل تاركاً ذلك القاع الذي كنت تتستر فيه برداء التبرير وتختبئ خلف ستار الأعذار وستجد نفسك قد أحكمت السيطرة على حياتك, لذا لا تجعل تصرفاتك تحت تأثير حماقات البعض وسوء أفعالهم تقودك إلى ما لا يحمد عقباه, ولا تترك فرصة لنقص الآخرين ونقاط ضعفهم أن تنال من مزاياك وتفكيرك ونقاط قوتك ولا أن تستدرجك في معارك الفائز فيها مهزوم.
ومضة قلم: ليس إنسانا متمدنا ذاك الذي تراه دائماً على عجل.
0 التعليقات: